انطلقت فنون التراث منذ أكتر من ثلاثة عقود كجزء من جمعية النهضة ثم استقلت إدارياً لتُصبح شركة غير ربحية تسعى بجهود عظيمة من مؤسسيها صاحبات السمو الملكي سارة الفيصل، هيفا الفيصل ، موضي بنت خالد ، بسمة بنت ماجد حفظهم الله ، وذلك بتجميع نحو 57 ألف قطعة تراثية متنوعة، بما في ذلك نحو 3 آلاف قطعة من المجوهرات، وأكثر من 3 آلاف قطعة من المنسوجات والملابس والسجاد والبسط والمفروشات؛ ونحو 40 ألف مادة فوتوغرافية وأداة من أدوات الاستخدام اليومي والأبواب الخشبية؛ إضافة إلى أكثر من 1000 من الكتب والمخطوطات والوثائق والخرائط؛ والتسجيلات الصوتية والفيديوهات؛ والمواد المطبوعة. وتضم هذه القطع التراثية أيضاً صناديق مزخرفة كانت تحوي ذات يوم مقتنيات شخصية قيّمة، إضافة إلى خرائط يعود تاريخها إلى مئات السنين استخدمت في الماضي للمساعدة في الاستدلال على المسارات الصحيحة لعبور الصحراء، كما تشتمل مجموعة المقتنيات على هوادج إبل كان يستخدمها السعوديون في الماضي. وتعكس المجموعة الواسعة والمتنوعة من هذه المقتنيات أنماط الحياة والتجارب اليومية التي عاشها الأجداد في المملكة العربية السعودية وتم ذلك التجميع بهدف إلى صون التراث السعودي وإعادة إحيائه من خلال الاهتمام بالحرف اليدوية التقليدية والحفاظ عليها وتقديم الدعم للحرفيين السعوديين، ويسعى المتحف من خلال المعارض التفاعلية والتجارب الغامرة التي يقدمها إلى بناء جيل متمسك بتراثه، وتحفيز روح الإبداع والشغف لديهم لاستكشاف الكنوز الثقافية والتراثية التي تجسّد أسلوب ونمط الحياة السعودي الأصيل.
قدم هذا المعرض نظرة عامة على ملابس الزفاف السعودية التقليدية والحديثة التي اختيرت ضمن مجموعة أرشيف مقتنيات وقف فنون التراث بالرياض، وتشمل مزيجًا من الأزياء التراثية والمعاصرة التي تجسد تشابه الأزياء التقليدية وتوارثها في مناطق المملكة، والتغيرات التي أدخلت على الأزياء المستخدمة في احتفالات الزفاف في المملكة. تشمل المعروضات على أزياء الأعراس المستخدمة في مجتمعات مختلفة من المناطق الخمسة الرئيسية، بدءًا من وسط الجزيرة، انطلاقًا من شمالها وجنوبها إلى شرقها وغربها. يعرض قسم الأزياء العالمية نظرة أولى من نوعها على خزائن النساء في المملكة العربية السعودية، اللاتي شرعن في ارتداء الأزياء المصممة من قبل بيوت الأزياء الأوروبية الأكثر شهرة في الثمانينيات، حيث كانت العديد من تصاميم بيوت الأزياء الأوربية هذه مستوحاة بشكل خاص من الملابس السعودية. وتظهر النماذج المعروضة التغير في الأسلوب بشكلٍ ملحوظ، وخصوصًا عند التنقل عبر مناطق المملكة المختلفة، ولا تنبع الاختلافات فقط في الألوان والتصاميم وأنواع النسيج المستخدمة والتطريز، ولكن تشمل المشهد الكلي الذي يعكس بوضوح الأنماط المتطورة والمتنوعة بشكل متباين. يضم المعرض مجموعة واسعة من المنسوجات المستخدمة في المناطق المختلفة في المملكة، وبتنوعها من تتابعها الزمني، بدءًا من العقود الأولى في القرن العشرين وحتى يومنا هذا. ومثلما يتم ارتداء بعض هذه الملابس في يوم الزفاف فقط، فإن بعضها يتم ارتداؤها في مناسبات مختلفة ذات صلة بالزفاف. ويتضح التنوع في اختيار الخامات والتصاميم المميزة ضمن المجموعة المختارة في هذا المعرض.
لقاء الثقافات
لقاء الثقافات في تصاميم مجوهرات المملكة العربية السعودية
في معرض “لقاء الثقافات في تصاميم مجوهرات المملكة العربية السعودية”، الذي أقيم في متحف البحرين الوطني، تم تسليط الضوء على تقاليد الفن الزخرفي المميزة في المملكة كانت المهارات والجماليات التي تحلّت بها أجيال الحرفيين وحياة وكفاح النساء اللواتي ارتدين هذه القطع تشكل خلفية مثيرة للاهتمام بالنسبة لمنطقتنا من منظور التاريخ الأوسع، ساعدت التجارب المتنوعة عبر مختلف التخصصات على توفير قراءة أكثر ثراء ودقة لشعب ما وفنونه كان المعرض محاولة لإضفاء تمثيل معين لحياة النساء اللواتي حافظن على تقاليدنا الثقافية على مدى آلاف السنين، وكان احتفاءً بكل ما كنّ يعتبرنه قيماً وعزيزاً. المجوهرات والقصص التي ترويها كانت المجوهرات المتنوعة المعروضة تذهب إلى ما هو أبعد من دورها الدنيوي كمجرد غطاء للرأس وقلائد وأحزمة خصر وما إلى ذلك، بل كانت ترسم لنا قصة عالم التأثيرات التي وصلت إلى قلب شبه الجزيرة العربية تم استكشاف العديد من الثقافات العالمية وعلاقتها بأرضنا على مدى عدة قرون، وذلك من خلال تسليط الضوء على مادية هذه التأثيرات وما نتج عنها من أعمال فنية. روح المرأة السعودية كانت العديد من قطع الزينة الفريدة من نوعها كتلك المعروضة بمثابة شهادة على روح المرأة السعودية وكيف حافظت على التقاليد والاستمرارية في وجه ما عانته من مشقة. الشراكة الثقافية كانت فرصة إقامة شراكة مع هيئة البحرين للثقافة والآثار وتقديم هذا المعرض تتزامن بانسجام تام مع اختيار مدينة المحرق في مملكة البحرين لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية في المنطقة العربية لعام 2018
تعاونت “ليكول فان كليف أند آريلز” مع فنون التراث لتقديم معرض لمجموعة من الأعمال الفنية التي تهدف إلى حماية ثقافة وتراث المملكة العربية السعودية ومشاركتهما. جمعت الأعمال والقطع الفنية التي تشهد على سبل حياة مختلف القبائل في المناطق السعودية منذ القرن التاسع عشر صور المعرض ثراء الثقافة السعودية بموادها المختلفة من ملابس وأقراط الأذن والعقود والأساور والأحزمة والخواتم والإكسسوارات، والتي كانت معظمها قطعًا من الفضة أو الذهب تشهد على مهارات عديدة في صياغة المجوهرات كانت القطع المعروضة تزيّنها الأحجار الكريمة مثل الياقوت والماس والفيروز والعقيق واللؤلؤ والصَدَف والمرجان، مما منحها روعة استثنائية. كانت هذه القطع ترتديها النساء البدويات، فتشكل شهادة حية للقاء الثقافات التي احتضنتها شبه الجزيرة العربية نظّمت “ليكول” هذا المعرض كجزء من جهودها لتعريف الجمهور العام على خفايا عالم المجوهرات. وقد استقطبت “ليكول” أكثر من 30 ألف طالب حول العالم بفضل نشاطاتها المختلفة.